يزيد انقطاع الطمث من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وهي حالة تصبح فيها العظام رقيقة (أقل كثافة) وقد تنكسر بسهولة.

يؤدي الانخفاض في مستويات هرمون الاستروجين Estrogen الذي يحدث في وقت قريب من سن اليأس إلى زيادة فقدان العظام. وتشير التقديرات إلى أن النساء، في المتوسط، تفقد ما يصل إلى 10% من كتلة عظامهن في السنوات الخمس الأولى بعد انقطاع الطمث.

لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، اتبعي نظامًا غذائيًا غنيًا بالكالسيوم ومارسي التمارين البدنية بانتظام. 

كيف يؤدي انقطاع الطمث إلى هشاشة العظام؟

تصل كتلة العظام عند النساء إلى ذروتها في سن 25 إلى 30 عامًا، عندما يتوقف الهيكل العظمي عن النمو وتكون العظام في أقوى حالاتها وأكثرها سمكًا.

يلعب هرمون الإستروجين دورًا مهمًا في الحفاظ على قوة العظام. تنخفض مستويات هرمون الاستروجين في وقت قريب من سن اليأس، والذي يحدث في المتوسط في سن 50 عامًا، مما يؤدي إلى زيادة فقدان العظام. 

إذا كانت ذروة كتلة العظام لديك قبل انقطاع الطمث أقل من المثالية، فقد يؤدي فقدان العظام الذي يحدث في فترة انقطاع الطمث إلى هشاشة العظام.

تشير الأبحاث إلى أن واحدة من كل امرأتين فوق سن 60 عامًا ستعاني من كسر واحد على الأقل بسبب هشاشة العظام.

تشخيص هشاشة العظام:

يتم تشخيص هشاشة العظام باستخدام تقنية متخصصة بالأشعة السينية تسمى “قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث” Dual energy X-ray absorptiometry. يقيس فحص DXA كثافة العظام (أو سمكها)، عادةً في أسفل العمود الفقري وفي الجزء العلوي من الورك.

يتم الإبلاغ عن نتائج فحص DXA كدرجة Z و T. تظهر Z-Score كتلة عظامك بما يمكن توقعه لشخص في عمرك، أما درجة T فتُظهر مدى اختلاف كتلة عظامك عن كتلة عظام الشاب ذي الكتلة العظمية القصوى. ويتم تفسير درجات T كالتالي:

  • بين 1 و ـ1 يشير إلى كثافة العظام الطبيعية.
  • بين -1 و -2.5 يشير إلى هشاشة العظام، وهذا يعني فقدان بعض من كثافة العظام، ولكن ليس بما يكفي ليتم تسميته هشاشة العظام. على الرغم من أن العظام في هذه الحالة أقل كثافة، إلا أن خطر الكسر مع الحد الأدنى من الصدمات منخفض للغاية.
  • أقل من -2.5 يشير إلى هشاشة العظام، والفقدان الكبير في كثافة العظام يعني زيادة خطر الإصابة بكسر مع الحد الأدنى من الصدمات.

طرق الوقاية والعلاج:

بالنسبة لطرق العلاج يمكن أن تساعد مجموعة متنوعة من العلاجات في وقف تطور هشاشة العظام! من بينها: 

  • العلاج الهرموني Hormone therapy: والمتمثل في الهرمونات البديلة للاستروجين، وهي الاستروجين والبروجسترون، وتبقى هذه الهرمونات لمدة خمس إلى عشر سنوات، وقبل أخذ هذه الهرمونات يجب القيام ببعض التحاليل والفحوصات، مثل فحوصات الثدي للتأكد من عدم وجود سرطان ثدي، ومسحة عنق الرحم، وفحوصات الرحم والأعضاء التناسلية.
  • هرمونات مستقبلات الاستروجين SERM: وهي تقوم بنفس دور الاستروجين عند المرأة. 
  • رالوكسيفين Raloxifene: له نفس دور مستقبلات الاستروجين SERM وتعطى عندما تكون هناك بعض المشاكل عند المرأة مثل خطر الاصابة بسرطان الثدي، في هذه الحالة لا تعطى الهرمونات البديلة THM، لكن تعطى أدوية رالوكسيفين.
  • أدوية Bisphosphonate: توصف في حالة وجود نقص حاد في كتلة العظام، وهي تعطى لمدة ثلاث إلى خمس سنوات بكمية 70 ملغ للأسبوع.

فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمنع تدهور صحة عظامك:

تناولي مكملات الكالسيوم وفيتامين د:

يمكن أن يساعد الكالسيوم في بناء عظام قوية والحفاظ عليها قوية مع تقدمك في العمر. توصي المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بأن يحصل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عامًا على 1000 ملليجرام من الكالسيوم Calcium يوميًا.

يجب على النساء فوق سن الخمسين وجميع البالغين فوق 70 الحصول على ما لا يقل عن 1200 مجم من الكالسيوم كل يوم.

إذا لم تتمكني من الحصول على كمية كافية من الكالسيوم من خلال مصادر الطعام مثل منتجات الألبان واللفت والبروكلي، استشيري طبيبك بخصوص المكملات. توفر كربونات الكالسيوم وسترات الكالسيوم أشكالًا جيدة من الكالسيوم لجسمك.

فيتامين د Vitamin D مهم لصحة العظام، حيث لا يستطيع جسمك امتصاص الكالسيوم بشكل صحيح بدونه. تعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون أو الماكريل مصادر جيدة لفيتامين د من الطعام، إلى جانب الأطعمة مثل الحليب والحبوب التي يضاف إليها فيتامين د، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، يجب الحصول على 800 وحدة على الأقل في اليوم من فيتامين د.

إن التعرض للشمس هو الطريقة الطبيعية التي يصنع بها الجسم فيتامين د، لكن الوقت الذي يستغرقه إنتاج فيتامين د في الشمس يختلف باختلاف الوقت من اليوم والبيئة والمكان الذي تعيش فيه والصبغة الطبيعية لبشرتك.

إذا كنت من الأشخاص المصابين أو المعرضين لخطر سرطان الجلد، استشيري طبيبك بخصوص المكملات الغذائية.

هل يقلل النشاط البدني من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام؟

يمكن أن تقلل ممارسة الرياضة بانتظام طوال الحياة من خطر الإصابة بهشاشة العظام، ويجب ممارسة نوع من النشاط البدني في معظم أيام الأسبوع لمدة تتراوح بين 30 و 40 دقيقة.

هناك نوعان من الأنشطة البدنية الأكثر فائدة للعظام، وهما تمارين تحمل الوزن وتمارين المقاومة. 

بالإضافة إلى الحد من فقدان العظام، فإن النشاط البدني سيحسن قوة العضلات وتوازنها ولياقتها، ويقلل أيضًا من حدوث السقوط والكسور.

وأخيرا بعد قراءتك للمقال، شاركينا طرق الوقاية التي اتبعتها للحماية من هشاشة العظام المرافقة لانقطاع الطمث، وشارك المقال مع صديقتك التي تعاني من هشاشة العظام!

وللمزيد من المعلومات حول سن انقطاع الطمث “سن اليأس” يمكنك الاطلاع على مقالاتنا حول الموضوع: 

7 علامات تنذر باقتراب مرحلة انقطاع الطمث

انقطاع الطمث أو “سن اليأس”.. كيف يؤثر على صحة القلب؟

هذا المقال تحت رعاية :